مدونة الجزيرة

محمد بقالي : مدونة الجزيرة

أصبح مؤخرا من الصعب جدا و أنت تعيش شمال المغرب أن تصادف قطعة نقدية صفراء ، أو بتعبير اخر * السنتيمات * أو كما يقال لها هنا بـ*الفرنك* و هنا تحمل دلالة المكان الذي أعيش فيه وهو شمال المغرب ، و بات أمر وجوده في جيوب المواطنين أمرا مستحيلا أيما استحالة ، لن تلمح عيناك قطعا نقدية صفراء وإذا فعلت ذلك فاعلم أنك قد صادفت حالة نادرة جدا ، تبدأ القصة قبل 5 سنوات أو ما يزيد ، عندما اصطدمت ببقال الحي وهو يرد قطعي النقدية الصفراء يضرخ في وجهي قائلا " هل تمزح معي أم ماذا ؟ " قلت له وكلي اندهاش " بلى ، فقط نسيت يا *عمي الحسن*" رغم أني لم أنس ولم أكن أعرف أنها غير مقبولة هنا ، في الحقيقة لا يمكن أن نعرف مالسبب الذي جعل البقالين و أصحاب الدكاكين للتخلي عنها ، وبالتالي لم يتركوا أ فرصة للمواطنين للاحتفاظ بسنتيماتهم ، لربما قيمتها غير مقنعة و " متشري ليك والو !" كما تقول الأغلبية الساحقة هنا ، أو يمكن أن نقول أن لديهم حساسية ضد اللون الأصفر ، أم أن تلك القطع النقدية سريعة الصدأ ، ولكن مهما كان السبب ، فإن بإمكان الجميع هنا أن يعلق عن ذلك بأنه زمن انقراض السنتيمات أو الفرنكات ، وقد خلقت هذه * الظاهرة * مشكلة لدى بعض الفئة من الموطنين الغير الميسور عليهم ، إذ أنهم يجدون إشكالية في دفع ثمن مادة غذائية تساوي ثمن مثلا قدره * 10 دراهم و20 سنتيما * فها هو ذا المشتري يدفع له ثمن 11 درهم و ينتظر من البائع أن يرد له 30 سنتيما ، بينما يتفاجأ بالبقال و هو قد تغاضى عن ذلك بدعوى أنها لا تساوي شيئا ، لكي لا يضطر الى البحث عن السنتيمات ، وأكيد أنه لن يجدها فيرضخ أخيرا للفكرة الأنانية الني تطرح من طرف المشتري وهي أن يعطيه فقط 10 دراهم ، هذه فقط حالة من بين الاف الحالات التي تقع في القرى الفقيرة ، و تطرح هذه الأخيرة مجموعة من علامات التعجب والاستفهام ، وتتركنا نغوص في أعماق القضية ، فنسعى جاهدين الى معرفة الأسباب المجهولة التي جعلت سكان مدن الناظور و الحسيمة وتطوان وطنجة وما جاورهم ، التي جعلتهم ينكرونها ، و تتركنا أيضا نتنبأ من بعيد للنتائج التي ستتولد إزاء القضية ، والتي ربما قد تأتي كارثية وربما غير ذي أهمية ، و كفرضية فقط أعتقد أن هذا له علاقة بمستوى عملة الدرهم ، حيث لو أن الدرهم كان ذي قيمة كبيرة ، مثلا يضاهي علمة اليورو أو الين أو الدولار لما تخلى المواطنون عن *فرنكاتهم* .